
قصة دخيل البلالي مع ابن رشيد
قصة دخيل الله البلالي الحربي — رمز الوفاء والشهامة
اشتهرت قبيلة حرب منذ القدم بالوفاء والشجاعة والشهامة والكرم، فكانت مواقف رجالها تُروى على مرّ الأجيال، يتناقلها العرب فخرًا وإعجابًا بما جسّدته من معاني النخوة والأصالة. ومن قصصها الخالدة التي تفيض مروءةً ووفاءً قصة دخيل الله البلالي الوسيدي من الوسدة من ميمون من بني سالم من قبيلة حرب، كما هي قصة نويشي الحربي في فزعة الموقف، وحسن العبيدي في التضحية، وخلف بن ناحل في الكرم والوفاء بالعهد.
هذه القيم لم تكن مجرد صفاتٍ يتغنّى بها العرب، بل كانت عقيدة يعيشها رجال حرب في سلوكهم ومواقفهم، يرون الشرف في حماية الجار، والمجد في التضحية بالنفس، والرفعة في الكلمة الصادقة والموقف النبيل.
ومن تلك المواقف العظيمة ما رواه التاريخ عن دخيل الله البلالي، الذي خلد اسمه في سجل المروءة والوفاء حين ضحّى بنفسه دون ابن جاره المطيري في زمن محمد بن رشيد، وقيل في عهد عبد العزيز بن رشيد بالفرب من منطقة حائل وفي فترة ما قبل توحيد المملكة حيث كانت القبايل تحنشل وتغير على بعضها وتتحارب فيما بينها على الكسب والمرعى والحلال ـ.
فقد خرج دخيل الله البلالي مع قومه للغزو، وكان لجاره امرأة من مطير فقدت زوجها ولم يبق لها إلا ابن صغير، فألحت على البلالي أن يصحبه معه ليكتسب من الرجال شجاعة الفروسية ويعود بغنيمة، فأخذه أمانةً تقديرًا لحق الجوار. ولما وقعت الغارة في قبضة جيش ابن رشيد، أُخذ البلالي والغلام أسيرين، فأمر الأمير بقتلهما، فوقف دخيل الله البلالي شامخًا وقال: «يا طويل العمر، هذا ابني وهو صغير السن، ووالله إنه وحيد أمه، فإن قتلته ماتت غمًا، فاقتلني ودعه يعود إليها».
رقّ له الأمير وأطلق سراح الغلام واكتفى بقتل البلالي، فلما أُطلق الغلام وأخبر الأمير بالحقيقة وأن الرجل ليس والده بل جاره، ندم ابن رشيد أشد الندم وقال: «ليته قال لي والله لعفوت عنه، هذا رجل شهم وفيّ».
وعاد الغلام إلى أمه يخبرها بما حدث، فبكت وفاءً لذلك الرجل العظيم، وقالت في رثائه أبياتًا صادقة خالدة في الوجدان.
هذه القيم لم تكن مجرد صفاتٍ يتغنّى بها العرب، بل كانت عقيدة يعيشها رجال حرب في سلوكهم ومواقفهم، يرون الشرف في حماية الجار، والمجد في التضحية بالنفس، والرفعة في الكلمة الصادقة والموقف النبيل.
ومن تلك المواقف العظيمة ما رواه التاريخ عن دخيل الله البلالي، الذي خلد اسمه في سجل المروءة والوفاء حين ضحّى بنفسه دون ابن جاره المطيري في زمن محمد بن رشيد، وقيل في عهد عبد العزيز بن رشيد بالفرب من منطقة حائل وفي فترة ما قبل توحيد المملكة حيث كانت القبايل تحنشل وتغير على بعضها وتتحارب فيما بينها على الكسب والمرعى والحلال ـ.
فقد خرج دخيل الله البلالي مع قومه للغزو، وكان لجاره امرأة من مطير فقدت زوجها ولم يبق لها إلا ابن صغير، فألحت على البلالي أن يصحبه معه ليكتسب من الرجال شجاعة الفروسية ويعود بغنيمة، فأخذه أمانةً تقديرًا لحق الجوار. ولما وقعت الغارة في قبضة جيش ابن رشيد، أُخذ البلالي والغلام أسيرين، فأمر الأمير بقتلهما، فوقف دخيل الله البلالي شامخًا وقال: «يا طويل العمر، هذا ابني وهو صغير السن، ووالله إنه وحيد أمه، فإن قتلته ماتت غمًا، فاقتلني ودعه يعود إليها».
رقّ له الأمير وأطلق سراح الغلام واكتفى بقتل البلالي، فلما أُطلق الغلام وأخبر الأمير بالحقيقة وأن الرجل ليس والده بل جاره، ندم ابن رشيد أشد الندم وقال: «ليته قال لي والله لعفوت عنه، هذا رجل شهم وفيّ».
وعاد الغلام إلى أمه يخبرها بما حدث، فبكت وفاءً لذلك الرجل العظيم، وقالت في رثائه أبياتًا صادقة خالدة في الوجدان.
قصيدة أم الفتى المطيري في رثاء دخيل الله البلالي
| البارحة عيني حريب لها النوم | تسوقها لوعات غبر الليالي |
| كأن في عيني حزازات وهزوم | أنحب ولاني في نحيبي لحالي |
| صار القضا واللي حدث شيء مقسوم | الله يبيحك يا دخيل البلالي |
| مرحوم يا غيث المساكين مرحوم | اللي فدى بروحه شريدة عيالي |
| الأجنبي في قصرته دوم محشوم | ابدي عليه من الرفيق الموالي |
قصيدة الشاعر غالب سعود الظاهري في دخيل الله البلالي
| ياربعنا قصة دخيل البلالي | ما مثلها قصة ولا مثلها صار |
| هذا دخيل بليلة من الليالي | نوى يحنشل مثل ما كان يختار |
| وله جارة ما جابت من العيالي | إلا ولد وأصله من مطير الأخيار |
| قال الولد يا يمه إن كنت غالي | اسمحي بروح مع واف الأشبار |
| أبي أتعلم منه شي طرى لي | ماني صغير وصرت كني على نار |
| قالت مدامك مع كريم السوالي | ابوصي الحربي مدامه لنا جار |
| وتخاووا الاثنين صوب الشمالي | يبون كسب اللي يشدن الأنظار |
| وطاحوا بيد حاكم يحكم الرجالي | ما يعطي اللي ينهب ويسلب إنذار |
| قال اقطعوا لي روسهم بالتوالي | خلوهم عبرة لو تجي حرب الأخبار |
| قال البلالي تكفى تكفى يا والي | اكسب أجر باللي ورا ذيك الأقطار |
| قال أيكم قرب عليه الزوالي | في راسك أو راس الولد عجل اختار |
| قال البلالي خله يسلم بدالي | اذبحني وخل ولدي ذبحته عار |
| ويوم اقطعوا راس الوفا والمعالي | استغربوا كيف الولد كيف ما انهار |
| قالوا ابوك وقال يا هملالي | هذا من عيال وسدة حرب الأحرار |
| وأنا مطيري ماهو عمي وخالي | حفظ وصاة أمي وهذا الذي صار |
| وصاحوا بصوت هز ذيك الجبالي | كل الرجال اللي هكاليوم حضار |
| وابن رشيد يقول ليته حكالي | والله ليسلم مير ذا حكم الأقدار |
| يازينها قصة دخيل البلالي | ما مثلها قصة ولا مثلها صار |
هكذا خُلد اسم دخيل الله البلالي الوسيدي من الوسدة من ميمون من بني سالم من قبيلة حرب في سجل التاريخ، رمزًا للوفاء والشهامة والنخوة، مثالاً لرجلٍ قدّم نفسه فداءً لأمانة الجوار، فصار مضربًا للمثل بين العرب.
وإن كانت هذه القصة من مآثر قبيلة حرب، فإن جميع قبائل الجزيرة العربية فيها من الشجاعة والكرم والنخوة والتضحية ما يكفيها فخرًا ومجدًا، فهذه الصفات الأصيلة تجري في عروق العرب منذ القدم، وتشهد بها صفحات التاريخ وأمجاد الأوطان.
والحمد لله على ما نعيشه اليوم من نعمة الأمن والأمان والأخوة في ظل وطنٍ موحّد جمع الله به القلوب بعد التناحر والحروب، حين قيّض الله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، فوحد البلاد تحت راية التوحيد، وأرسى العدل والأمن، وأطفأ نار الفتن القبلية التي أرهقت الناس قرونًا، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم واحة أمن واستقرار وكرامة، فالحمد لله على تمام النعمة، والشكر لقيادتنا الرشيدة التي سارت على نهج المؤسس في ترسيخ المحبة والوحدة، وجعلت من وطننا مثالًا للعز والفخر بين الأمم.
وإن كانت هذه القصة من مآثر قبيلة حرب، فإن جميع قبائل الجزيرة العربية فيها من الشجاعة والكرم والنخوة والتضحية ما يكفيها فخرًا ومجدًا، فهذه الصفات الأصيلة تجري في عروق العرب منذ القدم، وتشهد بها صفحات التاريخ وأمجاد الأوطان.
والحمد لله على ما نعيشه اليوم من نعمة الأمن والأمان والأخوة في ظل وطنٍ موحّد جمع الله به القلوب بعد التناحر والحروب، حين قيّض الله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، فوحد البلاد تحت راية التوحيد، وأرسى العدل والأمن، وأطفأ نار الفتن القبلية التي أرهقت الناس قرونًا، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم واحة أمن واستقرار وكرامة، فالحمد لله على تمام النعمة، والشكر لقيادتنا الرشيدة التي سارت على نهج المؤسس في ترسيخ المحبة والوحدة، وجعلت من وطننا مثالًا للعز والفخر بين الأمم.
Share this content:












