
قصيدة صلة الرحم لمعن بن أوس المزني
قصيدة صلة الرحم لمعَن بن أوس المزني
تمهيد
معن بن أوس المزني رضي الله عنه من قبيلة
مزينة العريقة التي اشتهرت بالقوة والشعر والقيادة في الجاهلية والإسلام.
هذه القصيدة من روائع الحِكمة والصفح وكظم الغيظ، وتُظهر سموّ أخلاق الشاعر
ورُقيَّ طبعه في التعامل مع ذوي القُربى رغم ما يلقاه من الأذى منهم.
نص القصيدة
| وذي رَحِمٍ قلّمتُ أظفارَ ضِغنهِ | بحلمي عنهُ وهو ليس له حِلمُ |
| يُحاولُ رَغمي لا يُحاولُ غيرَهُ | وكالموتِ عندي أن يَحُلَّ بهِ الرَّغمُ |
| فإن أعفُ عنه أُغضِ عينًا على قذى | وليس له بالصفحِ عن ذنبهِ علمُ |
| وإن أنتصرْ منه أكنْ مثلَ رائشٍ | سهامَ عدوٍ يُستهاضُ بها العَظمُ |
| صبرتُ على ما كان بيني وبينهِ | وما تستوي حربُ الأقاربِ والسِّلمُ |
| وبادرتُ منه النأيَ والمرءُ قادرٌ | على سهمِه ما دام في كفِّه السهمُ |
| ويشتمُ عرضي في المُغَيَّبِ جاهدًا | وليس له عندي هوانٌ ولا شتمُ |
| إذا سَمَتُه وصلَ القرابةِ سامني | قطيعتَها تلك السفاهةُ والإثمُ |
| وإن أدعُه للنِّصفِ يأبَ ويعصِني | ويدعو لحُكمٍ جائرٍ غيرُه الحكمُ |
| فلولا اتقاءُ الله والرَّحمُ التي | رعايتُها حقٌّ وتعطيلُها ظلمُ |
| إذاً لعلاهُ بارقي وخَطَمْتُهُ | بوسمِ شَنارٍ لا يُشاكِهُهُ وسمُ |
| ويسعى إذا أبني ليهدمَ صالحي | وليس الذي يبني كمن شأنُه الهدمُ |
| يودُّ لو أنّي مُعدمٌ ذو خصاصةٍ | وأكرهُ جهدي أن يُخالطَه العدمُ |
| ويعتدُّ غُنْمًا في الحوادثِ نكبتي | وما إنْ له فيها سناءٌ ولا غُنْمُ |
| فما زلتُ في ليني له وتعطُّفي | عليه كما تحنو على الولدِ الأمُّ |
| وخَفْضي له منّي الجناحُ تألُّفًا | لتُدنيه منّي القرابةُ والرِّحْمُ |
| وقولي إذا أخشى عليه مصيبةً | ألا اسلمْ فداكَ الخالُ ذو العقدِ والعمُّ |
| وصبري على أشياءَ منه تُريبني | وكظمي على غيظي وقد ينفعُ الكَظْمُ |
| لأستُلَّ منه الضِّغنَ حتى استللتهُ | وقد كان ذا ضِغنٍ يضيقُ به الجِرمُ |
| رأيتُ انثلامًا بيننا فرَقَّعتُه | برِفقي وإحيائي وقد يُرقَّعُ الثَّلمُ |
| وأبرأتُ غِلَّ الصدرِ منهُ توسُّعًا | بحلمي كما يُشفى بالأدويةِ الكَلْمُ |
| فداويتُه حتى أرفأنَّ نِفارهُ | فعُدنا كأنّا لم يكنْ بيننا صَرْمُ |
| وأطفأَ نارَ الحربِ بيني وبينهِ | فأصبحَ بعدَ الحربِ وهو لنا سِلْمُ |
المعاني التي تُبرزها الأبيات
- الحِلم والتسامح رغم الأذى.
- الإحسان إلى الأقارب ولو قابلوك بالإساءة.
- الفضل في الصفح لمن قَدَر على العقوبة.
- السموّ الأخلاقي فوق نوازع الغضب والحقد.
Share this content:












