قصيدة صلة الرحم لمعن بن أوس المزني
Views: 678
وذي رَحِمٍ قَلَّمتُ أظفارَ ضِغْنِه | |
بحلمي عنه وهو ليس له حِلم | |
يُحاولُ رَغمي لا يحاولُ غيره | |
وكالموت عندي أن يَحُلَّ به الرَّغْم | |
فإن أعْفُ عنه أُغضِ عَيْناً على قَذى | |
وليس له بالصفح عن ذنبه عِلم | |
وإن أنتصر منه أكُنْ مثل رائشٍ | |
سهامَ عَدُوٍ يُستهاض بها العَضم | |
صبرتُ على ماكان بينى وبينه | |
وما تستوي حربُ الأقارب والسلمُ | |
وبادرتُ منه النأيَ والمرءُ قادر | |
على سهمه مادام في كفهِ السهمُ | |
ويَشْتمُ عرضِي في المُغَيَّب جاهدا | |
وليس له عندي هوانٌ ولا شَتْمُ | |
إذا سمتُه وَصْلَ القرابة سامني | |
قطيعتها تلك السفاهةُ والإثمُ | |
وإن أدَعُهُ للنِّصف يأبَ ويَعصني | |
ويدعُو لحُكْم جائر غَيْرهُ الحكم | |
فلولا اتقاءُ الله والرحمِ التي | |
رِعايتُها حقٌ وتَعطيلُها ظُلمُ | |
إذاً لعلاهُ بارقي وخَطَمْتُهُ | |
بوسم شَنَارٍ لا يشاكهُه وَسمُ | |
ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي | |
وليس الذي يبني كمن شأنه الهدمُ | |
يودُ لو أني مُعْدِمٌ ذو خَصَاصةٍ | |
وأكره جُهدي أن يُخالطه العُدْمُ | |
ويَعتَدُّ غُنْماً في الحوادث نَكبتي | |
وما إن له فيها سَنَاءٌ ولا غُنْمُ | |
فما زلت في ليني له وتعطفي | |
عليه كما تحنو على الولد الأمُ | |
وخفضٍ له مني الجناح تألفاً | |
لتدنيه مني القرابةُ والرِّحْمُ | |
وقولي إذا أخشى عليه مصيبة | |
ألا اسلم فداك الخالُ ذو العَقْد والعَمُّ | |
وصبري على أشياءَ منه تُرِيبُني | |
وكظمي على غيظي وقد ينفع الكَظمُ | |
لأستل منه الضِّغن حتى استللتُه | |
وقد كان ذا ضِغْنٍ يضيقُ به الجِرْمُ | |
رأيتُ انْثلاماً بيننا فرقعته | |
برفقي وإحيائي وقد يُرقْعَ الثَلمُ | |
وأبرأتُ غِلَّ الصَّدْر منه تَوَسُّعاً | |
بحلمي كما يُشفى بالادْوِيَة الكَلْمُ | |
فداويته حتى ارْفَأَنَّ نِفاره | |
فَعُدنا كأنا لم يكن بيننا صَرْم | |
وأطفأَ نار الحرب بيني وبينه | |
فأصبح بعد الحرب وهو لنا سَلْمُ |
Today's Visits: 0
Share this content:
إرسال التعليق