قصة معن بن أوس وزواجه من ليلى وطلاقها
Views: 443
خروجه إلى البصرة وزواجه من ليلى وطلاقها وقصة ذلك: أخبرني عيسى بن حسين الوراق قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني سليمان بن عياش السعدي عن أبيه قال: خرج معن بن أوس المزني إلى البصرة ليمتار منها ويبيع إبلاً له؛ فلما قدمها نزل بقومٍ من عشيرته، فتولت ضيافته امرأة منهم يقال لها ليلى، وكانت ذات جمالٍ ويسارٍ، فخطبها فأجابته فتزوجها، وأقام عندها حولاً في أنعم عيشٍ، فقال لها بعد حولٍ: يابنة عم، إني قد تركت ضيعةً لي ضائعةً، فلو أذنت لي فاطلعت طلع أهلي ورممت من مالي! فقالت: كم تقيم؟ قال: سنةً، فأذنت له. فأتى أهله فأقام فيهم وأزمن عنها أي طال مقامه فلما أبطأ عليها رحلت إلى المدينة فسألت عنه، فقيل لها: إنه بعمقٍ وهو ماء لمزينة فخرجت، حتى إذا كانت قريبة من عمقٍ نزلت منزلاً كريماً . وأقبل معن في طلب ذودٍ له قد أضلها وعليه مدرعة من صوفٍ وبت من صوفٍ أخضر قال: والبت: الطيلسان وعمامة غليظة. فلما رفع له القوم مال إليهم ليستسقي، ومع ليلى ابن أخٍ لها ومولى من مواليها جالس أمام خباءٍ له. فقال له معن: هل من ماءٍ؟ قال: نعم، وإن شئت سويقاً، وإن شئت لبناً؛ فأناخ. وصاح مولى ليلى: يا منهلة وكانت منهلة الوصيفة التي تقوم على معنٍ عندهم بالبصرة فلما أتته بالقدح وعرفها وحسر عن وجهه ليشرب عرفته وأثبتته ، فتركت القدح في يده وأقبلت مسرعةً إلى مولاتها فقالت: يا مولاتي، هذا والله معن إلا أنه في جبة صصوفٍ وبت صوفٍ. فقالت: هو والله عيشهم، الحقي مولاي فقولي له: هذا معن، فاحبسه. فخرجت الوصيفة مسرعة فأخبرت. فوضع معن القدح وقال له: دعني حتى ألقاها في غير هذا الزي. فقال: لست بارحاً حتى تدخل عليها. فلما رأته قالت: أهذا العيش الذي نزعت إليه يا معن ؟! قال: إي والله يا بنة عم! أما إنك لو أقمت إلى أيام الربيع حتى ينبت البلد الخزامى والرخامى والسخبر والكمأة، لأصبت عيشاً طيباً. فغسلت رأسه وجسده، وألبسته ثياباً لينة، وطيبته، وأقام معها ليلته أجمع يهرجها ، ثم غدا إلى عمقٍ حتى أعد لها طعاماً ونحر ناقةٍ وغنماً . وقدمت على الحي، فلم تبق فيهم امرأة إلا أتتها وسلمت عليها، فلم تدع منهن امرأة حتى وصلتها. وكانت لمعنٍ امرأة بعمقٍ يقال لها أم حقة. فقالت لمعن: هذه والله خير لك مني، فطلقني، وكانت قد حملت فدخله من ذلك وقام. ثم إن ليلى رحلت إلى مكة حاجّةً ومعن معها. فلما فرغا من حجهما انصرفا، فلما حاذيا منعرج الطريق إلى عمقٍ قال معن: يا ليلى، كأن فؤادي ينعرج إلى ما ها هنا. فلو أقمت سنتنا هذه حتى نحج من قابلٍ ثم نرحل إلى البصرة! فقالت: ما أنا ببارحةً مكاني حتى ترحل معي إلى البصرة أو تطلقني. فقال: أما إذ ذكرت الطلاق فأنت طالق. فمضت إلى البصرة ، ومضى إلى عمقٍ، فلما فارقته وتبعتها نفسه، فقال في ذلك:
وهي قصيدة طويلة. فلما انصرف وليست ليلى معه قالت له امرأته أم حقة: ما فعلت ليلى؟ قال: طلقتها. قالت والله لو كان فيك خير ما فعلت ذلك، فطلقني أنا أيضاً. فقال لها معن:
Share this content:
إرسال التعليق