لقد نزلت رسالة الإسلام الخاتمة إلى أهل الأرض في زمن لم يعرف العدل ولا الإحسان ولا ما يعرف الآن بمفاهيم الحرية والتعددية أو التعايش السلمي. فلقد غلب على أهل هذا الزمان طابع التشدد والتعصب والاضطهاد، فلم يسمح في الأرض الواحدة إلا بالدين الواحد بل والمذهب الواحد، ولم يكن البلد الواحد ليتسع لأكثر من معتقد واحد حتى وإن كان باطلا. ولم تعرف حقوق في هذا العصر للأقليات حتى تكون لهم حرية ممارسة شعائر دينهم، بل كان عليهم التكيف مع صنوف العنت والبغي والاضطهاد